بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم التواصل بين الجنسين عبر الإنترنت، سواء كان تواصلاً مباشراً كما
في مواقع الحوار، والاتصال المباشر، أو كان تواصلاً غير مباشر كما في
المنتديات، أو عبر البريد الالكتروني، وهو أهمها؟ وهل هناك ضوابط لهذا التواصل؟
وما نصيحتكم لمن يخوض غمار الشبكة العنكبوتية؟
وما توجيهكم لمن أرادت الاستفادة من تلك الشبكة في الدعوة للدين؟
_________________
الجواب :
يقول الشيخ نظام يعقوبي من علماء البحرين
العبرة في الحكم بالجواز أو عدم الجواز ليست في الوسيلة الناقلة للخطاب،
ولكن في مضمون الخطاب نفسه، وما إذا كان هذا المضمون منضبطاً بضوابط
الشرع أم لا،
وحيث إن هذه الوسيلة، -الحديث عبر الإنترنت-، تتيح لمستخدمها
قدراً كبيراً من الخصوصية والبعد عن الرقيب وحرية التعبير والمراسلة
بمختلف أنواع المصنفات الفنية، الصوتية
_____________________
فإنها تصبح أكثر إغراء من غيرها على التمادي والغواية،
والاقتراب من خطوات الشيطان وقد نهانا
الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان فقال تعالى
{وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
وقوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}.
________________________
فالأولى الابتعاد عن ذلك، حتى لا ينجر المرء إلى ما بعد ذلك ؛
من التدرج في موضوعات المراسلة إلى ما نهى الله عنه، فعندما نهانا
الله تعالى عن الزنا نهانا عنه وعن مقدماته وعما يقربنا إليه فقال تعالى
{وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا}. ولا نقول هنا أن مثل هذه
المراسلات ستؤدي بالقطع إلى الوقوع في الزنا والعياذ بالله، ولكنها تظل
مظنة الوقوع فيما لا يرضي الله.
___________________________
وإذا كان لا بد للمرء أحياناً من المراسلة بغرض التبادل الثقافي والمعرفي
في هذا الزمن الذي بدأت فيه وسيلة الإنترنت تحتل حيزاً كبيراً في حياة الناس،
فالأولى أن تكون المراسلة بين أفراد من جنس واحد، ما لم يكن هناك ضرورة
خاصة تقتضي المراسلة مع الجنس الآخر، وفي هذه الحالة يجب التأدب
والاحتياط خشية الوقوع فيما يغضب الله
________________________
السؤال:
كنت أقوم بـ" تشات" لفترة من الوقت ، وأنا متزوجة وأم لاثنين . وفي خلال إحدى اللقاءات عبر "تشات"
مع رجل ، تأثرت عاطفيا حتى أن الأمر بلغ مني مبلغا أني أرسلت له صورتي عبر رسالة إلكترونية
وأنا أشعر بالذنب الشديد الآن وأشعر أيضا بالخزي من تصرفي ذاك .
أريد أن أقول أيضا أنه لم يسبق لي أبدا أن وقعت في أي أمر مشين كما أني لا استخدم لغة البذاءة البتة .
أرجو أن تخبرني ما إذا كان فعلي حراماً . ومنذ ذلك الوقت وأنا أسأل الله عفوه . أرجو أن تساعدني في الخروج مما أجد .
الجواب:
الحمد لله
أولاً : لا شك أن مثل هذه المحادثات إن كانت طريقاً إلى الشر والفتنة ـ كما حدث من تأثّرك بهذا الرجل ـ
فإنه أمر محرم ولا يجوز وكل ما كان وسيلة إلى محرّم فهو محرّم ، ويراجع جواب سؤال رقم ( 6453 ) [/b]
ثانياً : الواجب عليك التوبة إلى الله عز وجل والاستغفار من هذا الفعل المحرم ، والندم على ذلك ، والترك الفوري
لاستخدام المحادثات مع الرجال الأجانب عبر هذه القنوات ، وعليك بدعاء الله عز وجل أن يسترك في الدنيا والآخرة ،
وننصحك بأن تشغلي وقتك بما ينفعك في دينك ودنياك ، من تعلّم أمور دينك والاهتمام بزوجك ، ورعاية أبنائك ،
فلا شك أن هذا مما يأجرك الله عليه ، وعليك بالإكثار من الأعمال الصالحة ، والتعرّف على نساء صالحات
حتى يكن بديلاً عن شغل وقتك بما يضر ولا ينفع . نسأل الله الهداية والتوفيق للجميع . [/b]